دراسة تكشف «عنصرية» الذكاء الاصطناعي
دراسة تكشف «عنصرية» الذكاء الاصطناعي
نشرت مجلة "ساينس أليرت" دراسة توصلت إلى أن صور الوجوه البيضاء الناتجة عن خوارزمية "جي آه إن 2 ستايل" الشهيرة تبدو أكثر "واقعية" من وجوه الأشخاص الفعلية، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء وجوه واقعية للغاية.
في الدراسة، عرضت على 124 مشاركا صورا لعديد من الوجوه البيضاء المختلفة، وطلب منهم أن يقرروا ما إذا كان كل وجه حقيقيا، أم تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
كان نصف الصور لوجوه حقيقية، بينما تم إنشاء النصف الآخر بواسطة الذكاء الاصطناعي، إذا كان المشاركون قد خمنوا عشوائيا، فمن المتوقع أن يكونوا على حق في نصف الإجابات تقريبا "وهو ما يشبه رمي العملة المعدنية والحصول على الكتابة في نصف الوقت".
وبدلا من ذلك، كان المشاركون مخطئين بشكل كبير، وكانوا أكثر ميلا إلى القول "إن الوجوه التي أنشأها الذكاء الاصطناعي كانت حقيقية"، وسطيا قام الأشخاص بتصنيف نحو وجهين من أصل ثلاثة من الوجوه التي أنشأها الذكاء الاصطناعي، على أنها وجوه بشرية.
وبحسب الدراسة، فقد أحدثت الثورة الصناعية الرابعة "التي تتضمن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والحوسبة المتقدمة" تغييرا عميقا في أنواع "الوجوه" التي نراها على الإنترنت.
الوجوه التي ينشئها الذكاء الاصطناعي متاحة بسهولة، ويأتي استخدامها مصحوبا بأخطار وفوائد، ورغم استخدامها للمساعدة في العثور على الأطفال المفقودين، فقد تم استخدامها أيضا في الاحتيال على الهوية والتصيد والحرب السيبرانية.
الجانب الآخر المثير للقلق في "الواقعية المفرطة" للذكاء الاصطناعي هو أنها متحيزة عنصريا، وباستخدام بيانات من دراسة أخرى اختبرت أيضا الوجوه الآسيوية والسوداء، وجدنا أن الوجوه البيضاء التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي فقط هي التي تبدو حقيقية للغاية.
وهذا يعني أن الوجوه البيضاء التي يولدها الذكاء الاصطناعي تبدو أكثر واقعية، من الوجوه الملونة التي يولدها.
تحذير أممي
وسبق أن حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطرا على السلم والأمن الدوليين، داعيا الدول الأعضاء إلى وضع ضوابط لإبقاء التقنية تحت السيطرة.
وقال غوتيريش في جلسة هي الأولى التي يخصّصها مجلس الأمن في يوليو 2023 للبحث في مسألة الذكاء الاصطناعي: "من الجلي أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير على جميع مناحي الحياة".
وتابع: "الذكاء الاصطناعي التوليدي لديه إمكانيات هائلة للخير والشر"، مشيرا إلى أن التقنية قادرة على المساعدة في وضع حد للفقر أو علاج السرطان، لكن قد تكون لها "عواقب خطيرة جدا على السلام والأمن الدوليين".
ومن جهة أخرى "الاستخدامات الضارة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لأغراض إرهابية أو إجرامية أو لصالح دولة، يمكن أن تتسبب في مستويات مرعبة من الموت والدمار وتفشي الصدمات والضرر النفسي العميق على نطاق يفوق التصور"، بحسب غوتيريش.